تعتبر العادة الشهرية أمرا هاما في حياة النساء. وهذا لعدة إعتبرات، من أهمها أن هذه العادة هي دليل على الصحة الإنجابية وعلى
السلامة الجسدية والنفسية. تستمر الدورة الشهرية العادية 28 يوماً، زائد أو ناقص سبعة أيام،  لذا يمكن للدورة أن تتأخر لمدة 7 أيام
والذي يعد أقصى مدة لتاخر الدورة الشهرية بشكل طبيعي أو المعدل الطبيعي لتاخر الدورة الشهرية.

سنحاول في هذا المقال رصد الأسباب التي تجعل من الدورة الشهرية تشهد إضطرابات. ومن ثمة رصد الإستتباعات الناجمة عن هذا
الإضطراب وكيفية المساهمة في تجاوزه أو التقليل من إستتباعاته.

لتأكد ما إذا كانت فترة الحيض غير منتظمة، يمكن التحقق من ذلك عن طريق العد من اليوم الأخير من الفترة السابقة والتوقف في
اليوم الأول من الدورة القادمة مع تكرار ذلك لمدة ثلاثة أشهر متتالية. إذا كان عدد الأيام بين التوقف وبدء الفترة يختلف بشكل كبير
كل شهر، فإن لديك دورة غير منتظمة.

  • فماهي الأسباب هذا الإضطراب؟
  • كيف تأثر هذه الإضطرابات على الصحة الجسدية والنفسية للنساء؟
  • ماهي الحلول المقترحة للحد من هذه الإضطرابات؟
أسباب إضطراب العادة الشهرية
أسباب إضطراب العادة الشهرية

1-أسباب إضطراب العادة الشهرية


يمكن تقسيم الأسباب التي تساهم في إضطراب الدورة الشهرية حسب العمر والحالة الإجتماعية والبيولوجية للمرأة. وسنقسم الأسباب
لفئتين.

أولا -بالنسبة للبنات

متلازمة تكيس المبايض

من اسباب عدم نزول الدورة هو الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض المتعدد هي مجموعة من الأعراض التي تنتج بسبب ارتفاع
هرمون الذكورة الأندروجين، وتشمل هذه الأعراض عدم انتظام أو انقطاع الطمث، وزيادة في نمو الشعر، وحب الشباب، وآلام في
منطقة الحوض، وتعد من أسباب تاخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء.

الضغط العصبي والإجهاد

تغيير نمط الحياة والتوتر، السفر، المرض أو غيرها من الاضطرابات في الروتين اليومي للفتاة يمكن أن يكون لها تأثير على دورة
الطمث لها ويسبب تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء.

اتباع حمية غذائية صارمة

اضطرابات الأكل هي سبب شائع لانقطاع الطمث لدى الفتيات المراهقات، فقدان الوزن الشديد وانخفاض مخازن الدهون يؤدي إلى
تغيرات هرمونية تشمل انخفاض مستويات الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)، وارتفاع مستويات هرمون التوتر(فرط نشاط
الكورتيزول).

هذه التغيرات ينتج عنها حدوث انخفاض في الهرمونات التناسلية وبالتالي قد يكون سبب تأخر الدورة الشهرية للعزباء.

التهابات المهبل الحادة

تعد التهابات المهبل من أشهر  أسباب عدم نزول الدورة الشهرية للبنات، حيث تسبب أنواع عديدة من التهابات المهبل ورماً في عنق
الرحم، مما يساهم في إغلاق الممر الواصل إلى المهبل فيؤدي إلى انقطاع في الدورة أو تأخرها عند الفتيات.

بالنسبة للمتزوجات


في كثير من الحالات، تعود الدورة غير المنتظمة إلى حالة تسمى دورة عديمة الإباضة هذا يعني أن الإباضة لم تحدث خلال دورة
الطمث، وذلك عادة بسبب اختلالات هرمونية شديدة.

في حال تأخر الدورة الشهرية لمدة أسبوع لدى المرأة المتزوجة فهناك احتمال لوجود الحمل، حيث يبدأ الحمل في الأسبوع الأول من
انتهاء الدورة الشهرية وتبدأ أعراضه في الظهور على المرأة، أما إذا تأخر أكثر من ذلك فلابد من استشارة الطبيب.

في بعض الأحيان قد تكون الدورة غير منتظمة بسبب تغير وقت الإباضة، فيكون إفراز البويضة بشكل طبيعي ولكن توقيت التبويض
الخاص بالمرأة يختلف من شهر إلى شهر، وذلك لأن نمط الحياة والظروف الطبية يمكن أن تؤثر على دورة الطمث الخاصة بها. من
أسباب تأخر الدورة غير الحمل للمتزوجات: 

تكيسات المبيض

هي مجموعة من الأعراض التي تنتج بسبب ارتفاع هرمون الذكورة (الأندروجين)، وتشمل هذه الأعراض عدم انتظام أو انقطاع
الطمث، زيادة نمو الشعر وحب الشباب وهو سبب لعدم نزول الدوره.

حبوب منع الحمل

تحتوي أغلب حبوب منع الحمل على نوعين من الهرمونات وهما البروجيستيرون والأستروجين التي تمنع المبيض من إنتاج
البويضة، مما يؤثر على الدورة الشهرية الخاصة بالمرأة، وقد يؤدي تركها إلى انقطاع وتأخر الدورة الشهرية لمدة قد تصل إلى 6
أشهر في بعض الحالات، حيث يعد اختلال نسب الهرمونات سبب عدم نزول الدورة الشهرية بعد حبوب منع الحمل.

الرضاعة الطبيعية

معظم النساء لا يبدأن بالدورة مرة أخرى حتى يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية، حيث تؤثر الرضاعة على الدورة الشهرية عند المرأة
بسبب إفراز هرمون البرولاكتين، وهي سبب شائع من سبب عدم نزول الدورة الشهرية بعد الولادة.

التوتر والإجهاد المستمر

يؤثر التوتر والإجهاد المستمر على روتين المرأة اليومي ويعمل على خسارة وزنها، مما يؤدي إلى التأثير على حالتها النفسية،
وبالتالي تأخر الدورة الشهرية لديها.

في هذه الحالة يجب عليها تغيير روتينها اليومي وممارسة الرياضة للعودة للمسار الصحيح والتخلص من التوتر والإجهاد. ويعد هذا
السبب من أسباب تأخر الدورة الشهرية لأكثر من أسبوع بخلاف الحمل.

انخفاض وزن الجسم

الاضطرابات المستمرة في الأكل مثل فقدان الشهية يمكن أن تغير وزن الجسم  بنسبة 10 في المائة عن المعدل الطبيعي، وهو ما
يؤثر على أداء الجسم ويظهر واضحاً عند تأخر الدورة الشهرية.

السمنة

فكما أن انخفاض الوزن سبب في تأخر الدورة الشهرية للمتزوجات، فكذلك السمنة المفرطة تعمل على خلل في الهرمونات وأحياناً
حدوث تكيسات على المبيض، لذا فممارسة الرياضة أمر ضروري للرجوع إلى المسار الصحيح.

الأمراض المزمنة

يمكن أن تؤثر الأمراض المزمنة أيضاً على انتظام الدورة الشهرية مثل مرض السكري، والكبد، والسرطان وتكون سبب عدم نزول
الدوره.

انقطاع الطمث في سن مبكر

إذا كانت المرأة قاربت على انقطاع الطمث، والذي غالباً يحدث بعد الأربعين، فإن دورتها الشهرية تصبح غير منتظمة وهذا يعد من
أهم أسباب تأخر الدورة الشهرية للمتزوجات اللواتي تجاوزت أعمارهن 40 عاماً.

الغدة الدرقية

يسبب الإفراط الهرموني للغدة الدرقية أو خمولها نهائياً في تأخر الدورة الشهرية عند النساء وكذلك تؤثر على النظام الغذائي.

أمراض الغدة النخامية

هذه الغدة القابعة في قاع الدماغ لها دور أساسي في تنظيم الدورة الشهرية، من هنا فأي أمراض تصيب هذه الغدة يمكن أن تؤثر في
الدورة الشهرية، يمكن أن يسبب نقص إفرازات هذه الغدة توقفاً في الدورة الشهرية.

يمكن أن يؤدي زيادة إفراز هرمون الحليب المعروف بالبرولاكتين عن حدوده الطبيعية  إلى اضطرابات على صعيد نزول الحيض،
ويتجاوز هذا الهرمون حدوده الطبيعية لأسباب مرضية في الغدة النخامية (ورم في الغدة)، أو لأسباب أخرى مثل تناول بعض
الأدوية.

أسباب تأخر الدورة الشهرية الأخرى


تتعدد أسباب تأخر الدورة الشهرية الأخرى، منها:

اختلال الهرمونات الأنثوية.
بعض الأدوية التي تؤثر على الدورة الشهرية.
تغيرات في نمط الحياة، فأي تغيير مفاجئ بنمط النوم أو الطقس يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية. 

هل دواء الالتهاب يؤخر الدورة الشهرية؟

قد تكون بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهاب سبب عدم نزول الدورة الشهرية بشكل طبيعي.

هل السباحة تأخر الدورة؟

تعمل الرياضة بكل أنواعها على تعزيز انتظام الدورة الشهرية وتنظيمها، ولكن قد تختبر بعض السيدات الممارسات لرياضة السباحة
من عدم انتظام في الدورة الشهرية، ولكنها مسألة غير متفق عليها وتختلف من امرأة لأخرى.

2-الحلول الطبية


من الأدوية التي تستخدم في علاج تأخر الدورة الشهرية:

عقار الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin): يساعد  الميتفورمين في ضمان حدوث الإباضة وفي تنظيم الدورة الشهرية. /يجب
إستشارة طبيب مختص
أدوية منع الحمل الهرمونية: جرعات منخفضة من أدوية منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على مزيج من هرمونات الإستروجين
والبروجيستيرون التي تساعد في تقليل الأندروجين وتقليل النزيف غير الطبيعي.
 البروجيستيرون: قد يصف لك الطبيبب البروجيستيرون لمدة 10-14 يوم إذ يساهم ذلك في تنظيم الدورة الشهرية لدى النساء وعلاج
تأخر الدورة الشهرية للمتزوجات، مثل حقن لوتوفولون.

علاجات أخرى لتأخر الدورة الشهرية
 يعنمد علاج تأخر الدورة الشهرية على علاج العامل المسبب لتأخر الدورة، ويقسم كالتالي:

فترات البلوغ أو انقطاع الطمث لا تحتاج إلى علاج.
علاج متلازمة تكيس المبايض.
علاج اضطرابات الغدة الدرقية.
علاج السمنة وفقدان الوزن، حيث يؤدي فقدان الوزن إلى تقليل مستوى السكر في الدم وبالتالي تقليل إنتاج الأنسولين مما يؤدي الى
تقليل مستوى هرمون التيستوستيرون وزيادة فرصة حدوث الإباضة.